في
القرن الـ15، خلال عصر الحروب عندما احتل المدفع مكانة للسيطرة على ساحة
المعركة، ظهر نمط جديد ومطور للعمارة في أوروبا، يشبه تقريبا شكل النجمة،
كان لهذه التحصينات العديد من المعاقل الثلاثية الشكل، والتي صممت خصيصا
لحماية بعضها البعض وسط خندق واسع. وبهدف التصدي لقنابل المدافع، تم بناء
جدران دفاعية حول الخندق هي أقصر من الجدران العادية ولكنها وأكثر سمكا
وكانت تحميها منحدرات تسمى العوازل مهمتها حماية الجدران من القصف الأفقي.
هذا الأسلوب الجديد في بناء الحصون المنيعة انتشر بسرعة واعتمدته عدة دول
منها الهند واليابان.
خلال حرب الثمانين عاما، كان الإسبان يسيطرون على جرونينجن والطريق المؤدي من هناك إلى ألمانيا. رأى ويليام، زعيم هولندا، أنه من الضروري قطع الاتصالات بين جرونينجن وألمانيا. وقرر أنه من الأمثل بناء حصون حول قرية بورتانج، التي كانت المعبر الرئيسي المؤدي إلى ألمانيا. تم الانتهاء من القلعة في عام 1593 وتشبه في تصميمها النجمة وعليها شبكة من القنوات والبحيرات التي كانت تستخدم كخنادق. وكان في قلبها ساحة مركزية تتفرع منها شوارع تؤدي مباشرة إلى مختلف المعاقل داخل الحصن. بعد الانتهاء من انجازها حاولت القوات الإسبانية محاصرة الخندق ولكن هجماتها باءت بالفشل. شهدت قلعة بورتانج معركة أخرى في عام 1672 ضد الجيش الألماني، الذي نجح في السيطرة على 28 مدينة وبلدة شمال هولندا، وطالبوا بتسليم الحصن.
وتقول الأساطير أن الألمان عرضوا على حاكم القلعة، الكابتن بروتس، 20 ألف جيلدر (وحدة نقد هولندي) للاستسلام، ولكن الكابتن بروتس رفض ورد عليه قائلا بأن في حوزته عدد من الرصاص يساوي عدد جنوده. فهاجم الألمان القلعة ولكن الحصن صد الهجوم بنجاح للمرة الثانية. في عام 1851 تم تحويل بلدة بورتانج المحصنة إلى قرية. وبعد أكثر من 100 عاما أي في عام 1960، قررت الحكومة المحلية صيانة القلعة القديمة التي يعود تاريخها إلى ما بين 1740-1750 وحولتها إلى متحف تاريخي.
هل أعجبك الموضوع ؟
مواضيع مشابهة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق